كتاب جديد عن البابا يوحنا بولس الثاني:


شهادات حياة إستثنائيّة لمقرّبين ومعاصرين يتحدّثون عن مزايا البابا القديس

“قصص عن يوحنا بولس الثاني”

كتاب جديد يخبر عن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، قصصٌ رواها أصدقاء ومقرّبون منه، بقلم “فلودزيميرز ريدزيوش” Włodzimierz Rędzioch؛ ينقل هذا الكتاب اثنتين وعشرين شهادة عن البابا، اجتمعت لتنقل لنا صورة واحدة متعدّدة الألوان ومتماسكة للبابا.

إن البابا يوحنا بولس الثاني حاضرٌ دائمًا في ذاكرتنا؛ نتذكّر منشوراته، ولاسيّما تلك التي تدافع عن الزواج والحياة والمرأة، ورحلاته حول العالم، معلنًا حقيقة المسيح، وحبّه للشباب، وقراره بتأسيس أيّام الشبيبة العالميّة، وقبوله البطولي بضعفه في شيخوخته.


لكن كيف غزا البابا يوحنا بولس الثاني قلوب الذين عرفوه جيّدًا في خلال مراحل حياته المختلفة؟

أجاب الصحافي البولندي المقيم في روما “ريدزيوش” Rędzioch عن هذا السؤال بعد إجرائه مقابلات مع أصدقاء البابا القدامى ومسؤولي الفاتيكان وأولئك الذين حصلت معهم المعجزات التي رفعته على المذابح.

أما النتيجة، فكانت صورة رجل حقيقي يحمل هدايا هائلة لكنه كان إنسانيًّا في العمق. تساعد قراءة هذا الكتاب على إدراك معنى أن يكون الإنسان قديسًا في الحياة العاديّة.


إن الإمتناع المستمر الذي أبداه ضيوف المقابلات يدلّ على مدى عمق صلاة البابا يوحنا بولس الثاني. قد يبدو ذلك جليًّا: ألا يصلّي جميع الكاثوليك؟ ألا يصلّي جميع البابوات؟

هناك فرق شاسع بين الصلاة وعيش حياة تتميّز بأن الصلاة تشكّل جزءًا لا يتجزأ منها.

قال البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر لـ”ريدزيوش” Rędzioch : “لمست مدى عمق اتحاد البابا بالله من خلال الطريقة التي صلّى بها”.

من جهته، لفت السكرتير السابق للبابا يوحنا بولس الثاني، الكاردينال دزيويز، الذي بدأ العمل مع كارول فويتيلا عندما كان لا يزال أسقفًا، إلى إن الصلاة شكّلت محور حياته، وكَتَب خطاباته ومقالاته ومؤلفاته، عندما كان رئيس أساقفة كراكوف.


وأكمل هذا المسار في الفاتيكان حيث كان لديه مكتب في الكابيلا الخاصة به، فتمكّن من الكتابة في حضور القربان المقدّس.

إلى ذلك، أخبر السكرتير البابوي من زائير المونسنيور إيمري كابونجو أن البابا أبقى دائمًا كتب المتصوّفين في متناول اليد؛ لم يكن هذا الأمر مفاجئًا نظرًا للأطروحة المتعلّقة بالقديس يوحنا الصليب.


وتحدّث عن الكاريزما المميّزة التي يشعر بها كثيرون ممن التقوا البابا: “لقد عرف كيف يعطي شيئًا لكل شخص… يمكنك أن ترى فرحته في لقاء الآخرين”.

أضاف سكرتير آخر، ميكيسلاف موكرزيكي، رئيس أساقفة لفيف الحالي، هذا التعليق: “عندما كان البابا يوحنا بولس الثاني حاضرًا، شعر الجميع بالتحسّن، والقدرة على فعل الخير. أعتقد أنها العلامة الأكثر أصالة التي تدلّ على قدسيّته”.

يظهر تعليق الكاردينال الراحل ديسكور (الذي درس في المعهد مع الشاب كارول فويتيلا، وأصيب بسكتة دماغيّة قبل انعقاد المجمع الذي انتخب صديقه في العام ١٩٧٨) أن الجميع كانوا يتنافسون للذهاب مع البابا الراحل في خلال ممارسة رياضة المشي الأسبوعي، لأن لقاءهم به يجعلهم أكثر قوّة وغنى.

وأشار ديسكور أيضًا إلى أن أحد الأشخاص كتب على باب غرفة فويتيلا في المعهد: “كارول فويتيلا، قديس المستقبل”، مضيفًا: “لم تكن مزحة، بل عكست رأينا”.

واتصل الصحافي بصديق قديم آخر، ستانيسلاف غريغيل الذي أوضح أن إحدى سمات فويتيلا الأكثر جاذبيّة عادته في المرافقة الروحيّة، جنبًا إلى جنب مع الشباب الذين قابلهم ككاهن؛ تلك السمة التي تعلّمها من الأسقف البولندي القديس جان بيتراسكو من كراكوف، الذي أظهر له كيف يكون إلى جانب الشباب عبر الصلاة ومشاركتهم الطعام والاستراحة. أخذ فويتيلا هذه النصيحة بعين الاعتبار، وتعلّم من بيتراسكو أن “الكاهن” يعني “الراعي”.

كان الإخلاص لأصدقائه سمة أخرى من سمات البابا الراحل، على الرغم من صعوبة مرافقة الكاردينال ديسكور الذي بات أسير الكرسي المتحرّك بعد تعرّضه للسكتة الدماغيّة، فكان يدعوه كل أحد لتناول العشاء في الفاتيكان عندما لا يكون مسافرًا. كانت صبحة أصدقائه مهمّة جدًا بالنسبة إليه.

تحدّث غريغيل أيضًا عن “جوّ عائلي في مسكن البابا”. كانت واندا بولتوسكا، طبيبة نفسيّة بولنديّة ومدافعة عن الحياة، إحدى الصديقات اللواتي دام زواجهن لفترة طويلة؛ أصيبت في شبابها بجروح بعد سجنها في معسكر رافنسبروك في خلال الحرب. بعد اعترافها للأب فويتيلا في كراكوف، “فهمت على الفور أنه كان كاهنًا مقدّسًا ويتميّز بالقدرة النادرة على الإصغاء”. أصبح معرّفها ومرشدها الروحيّ لأكثر من ٥٠ عامًا، وراحت وعائلتها تنضم إليه في كاستل غاندولفو في الصيف.

عندما أصيبت بسرطان الثدي، كتب البابا على الفور إلى بادري بيو (الآن أيها القديس بيو)، فكانت النتيجة علاجًا لا يمكن تفسيره.

علّق شاهد آخر يُدعى يواكيم نافارو فالس، المسؤول الصحافي السابق للبابا يوحنا بولس الثاني، قائلًا إن “فقره كان مطلقًا، ولم يضيّع دقيقة واحدة من وقته”.

إن هذه التعليقات المذكورة آنفًا ليست إلا عيّنات قليلة من التعليقات الثاقبة والتأملات التي يتضمّنها كتاب “قصص عن يوحنا بولس الثاني” الذي نوصي بقراءته.

(منقول - موقع أليتيا)


{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات