أن تحافظ على قيمك عندما تدعمك إيقاعات الحياة: أمر؛ وأن تحافظ عليها حين تتجرّح العدالة ويبدو أنّ الجميع قد فقدوا التوازن : أمر آخر.
أن تبارك الآخرين حين تسطع شمسك : أمر؛ وأن تظلّ نورًا حين يظلم منتصف نهارك كما في الجمعة العظيمة ذاك: أمر آخر.
أن تكون متسامحاً عندما يكون الأذى خفيفاً: أمر؛ و أن تكون غفوراً عندما يكون من المستحيل ابتلاع الأذى، وعندما تكون الحياة التي تُقتل هي حياتك ويكون الجرح الذي أصابك مميتًا: هنا أمر آخر.
أن تعطي حياتك للجماعة وأنت تلمس أنك محبوب ومدعوم من قبلهم: أمر؛ وأن تعطي حين لا يصفق أحد وتعطي حتى عندما لا تجد سببًا آخر باستثناء الحقيقة والمبدأ: هنا أمر آخر.
كل هذه التناقضات، عاشها الرب.
ليل الجسمانية هو صراع القلب.
لذا حين نتكلّم عن “تضحية” يسوع المميّزة لا نقصد حصراً آلام الجسد التي مرّ بها نتيجة الصلب.
ففي زمان يسوع وكل زمان تكثر ضحايا عنف الإنسان.
ما جعل تضحيته مميزة جدًا لم يكن أنه مات ضحية للعنف ولا أنه رفض إستخدام القوة الإلهيّة ليوقف الصلب.
ما هو خاص جدًا هو أنه، داخل الوحدة، و المعاناة، والظلام، وسوء الفهم، وهستيريا الحشود المرضية، وبرودة المقربين وجبن آخرين، وصولاً إلى لفظ الأنفاس بهذا الوضع المهين: صمد بدون مرارة تُرمى على الآخرين، متمسكًا بمثله العليا سليمة، كريمة، ناصعة ، دون أن يفقد توازنه أو رسالته… وإن أردنا أن نفهم سر صموده يجب أن نبحث في روعة إرتباطه بأبيه السماوي… يجب أن نتأمل ” قلبه البنوي”.
يدق إختبار الأمانة أبواب قلبنا وعلينا مواجهته في العديد من مجالات حياتنا.
يخبر أحد الآباء أنه شارك يوماً في منتدى يناقش كتابًا عن العفة.
كانت الكاتبة لا تزال في أوائل العشرينات من عمرها، وكان الكتاب يحثّ الشباب على عدم الدخول في علاقة جنسية قبل الزواج، للحفاظ على عذريتهم كهدية خاصة لشركائهم في الزواج.
ثم يضيف الأب أنّ سؤالاً إستوقف الجميع.
كان لسيدة أنيقة وصادقة حين توجهت للكاتبة قائلة: “ما تقولينه رائع وعندما تصل بناتي إلى سن المراهقة ، سأضع كتابك بين أيديهن.
لكن! ما تقولينه جيّد في العشرينيات حين تنتظرين شريك حياة ولكن ماذا تقولين لمن تودع من عمرها الثلاثنيات وتدخل الأربعينيات عزباء؟ لمَ يجب أن تحافظ على العفة بين الخيارات؟”
نعم، أمام صراع القلب، ما أجملها أدعية : يا يسوع إجعل قلبي مثل قلبك!
وحين يضمحلّ الأمل وقد لا يعود هناك سبب لإنتظار أي شيء، أعطني قلباً ممتلئاً بحبك يسعى للتشبه بقلبك: مخلصاً يتمسك بالمثل والقيّم والتوازن والهدوء والحقيقي من النِعم؛
واعياً لا يسعى وراء وهم بل يرى الخير الأعظم؛
حكيماً يدير ازمة الألم بعيداً عن رمي المرارة على الآخرين كمتنفّس للحزن.
نعم، يا يسوع إجعل قلبي كقلبك وأعطني أن أدخل سر سلامك وأتأمل جمال بنوّتك وأطلب حلول روحك.
حينها لو لفّ الظلام كله حولي بأمانتك سيضيء قلبي بنورك البهي!!
(منقول - موقع زينيت)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}